اقرأ وربك الأكرم by جودت سعيد
My rating: 5 of 5 stars
لا أصدق أنني لم أكتب مراجعتي لهذا الكتاب !
رأيته مرارا على الطاولة، كلما أردت إعادته أتذكر أن فيه الكثير مما يستحق أن أعيد النظر فيه و أتأمله.
أخذت وقتا لأفهم وأستوعب أفكار الكاتب، ويبدو أن السبب في ذلك الاختلاف الشاسع بين النظرة إلى قيمة العلم فترة تمحور أفكار المؤلف مقارنة بهذا الزمن، فكما بدى لي أن هناك فئة كانت تستخدم علماء الدين للترويج أن العلم ماهو إلا طب وهندسة أو دراسات شرعية وأن العلوم الإنسانية من مثل علوم الاجتماع، وعلم النفس، والسياسة، والفكر لم تكن سوى مضيعة للوقت، وبالتالي اتجهت جموع الشباب إلى الهندسة والطب. فإذا صح مافهمته فإنني أرى من أي زاوية نظر فيها المفكر.
أعجبني في الكتاب اتساع فكر وقراءات المؤلف، وتأكيده على أهمية وجود منهجية واضحة في طرح الحلول العلمية . يستحيل أن يتوصل المفكر إلى مثل هذا العمق في يوم وليلة، هذا الكتاب -والسلسلة بشكل عام- هي خلاصة تجاربه وعلمه وأفكاره. أكرر لا تتوقع أن قراءة كتاب مثل هذا على عجل يعطيه حقه، أنصح بتأمل أفكاره.
إن عنوان الكتاب كفيل أن يذكر ويؤكد على أن القراءة "أول ما نزل في آخر رسالة من السماء، ... قبل أي كلمة أخرى في العقيدة والإيمان أو العبادة." كما ذكر الكاتب. ويهدف من هذا الكتاب إلى -١- التركيز على ماهية العلم وأن نشر العلم من أقدس الواجبات الإنسانية، -٢- نشر فكرة أن السلام وليد للعلم، فالكاتب كإنسان لديه يقين غير طبيعي من أن الحوار الذي دار بين الله والملائكة يوم قرر الله عز وجل خلق سيدنا آدم ما هو إلا إشارة من أن علم الإنسان لا محاله سيقود إلى حقن الدماء ومنع السفك الذي يحدث الآن.. لم أتأمل هذه الآية بهذا الشكل أبدا.. هي المرة الأولى التي جعلني أحدهم أنظر إليها من هذه الزاوية.
يقع الكتاب في ثلاث فصول بالإضافة إلى المقدمة والمدخل، أكد المفكر في مدخل الكتاب بأن الأكرمين هم دائما القراء بالإشارة إلى أدلة تاريخية، أما الفصل الأول فناقش فيها أمراتب الوجود الأربعة التي ذكرها من قبله ابن تيمية والغزالي، إلا أنه أضاف إليها الوجود السنني والذي قصد فيها أن هناك سنن للمجتمع والأنفس وهي سنن ثابتة --خذ على سبيل المثال مسألة العدل، فإذا ذهب العدل ذهب الاستقرار فهي من السنن. وهذا ما يعتبر علما أيضا.
أما الفصل الثاني فقد خصه للتعريف بالعلم ولماذا يسمى العلم علما، دليل العلم، ومعنى الموقف العلمي، كما ناقش أمرين مهمين، وهما علاقة العلم والهوى والعلم والتوحيد.
الفصل الثالث (الأجنة القرآنية) انتقى فيه المؤلف أربع آيات تتمحور حولها مبادئ الإنتاج المعرفي والعلمي، شرح كل منها على حدة وهي:
١. سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق.
٢.سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم.
٣. وسخر لكم ما في السموات ومافي الأر.
٤.إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين..
هذا الكتاب كان أول كتاب قرأته لجودت سعيد، والسبب كان أنني اتخذت آية "إقرأ وربك الأكرم" شعارا لي منذ عام ٢٠١٠
الحمدلله
شكرا لك .. شجعتيني اني اشري الكتاب واقرأه
ReplyDeleteاخوك / محمد