موسم الهجرة إلى الشمال by الطيب صالحMy rating: 4 of 5 stars
لم أعد أعرف نفسي.. أأحب من يثير أسئلة في ذهني أم أمقته!! الطيب صالح.. جعلني أفكر.. فهو عندما سرد قصة هذا ال "مصطفى" وبدأ يكشف لنا تفاصيلها منذ صغره وحتى موته، أجبرني أن أتأمل في معان كالحياة، الترحال، العلاقات، الدبلوماسية، الابتسامة، الحب، العزلة، الغربة، الوطن، الأمانة، الهدوء، التميز إلى أين ينتهي.
ناقش سؤالا في روايته.. ماذا يعني أن تكون صاحب شهادة عليا في الآداب إذا كنت ستنتهي في قرية زراعية، في بلد انتشر فيها الفساد هنا وهناك، من فساد سياسي، إلى فساد أعراف موروثة.
الكتاب خفيف وقراءته سريعة، لم يعجبني فيه شرحه التفصيلي لبذاءة لسان مجالس كبار السن -والتي قد تكون واقعا- إلا أنه أسهب في التفاصيل في أشياء كان القارئ في غنا عنها، كما أنه رسم صورة وحشية -ولا أستبعد أن تكون واقعا أيضا- إلا أنني تقززت منها، ربما يعتبر البعض هذا تمكنا منه إلا أنني تمنيت لو أنه ابقى بعض الحياء بين جنبات تلك الأسطر.
دائما، أحب من يقتبس من أدبيات الآخرين، وهذا شيء وجدته في هذه الرواية.
لوهلة شعرت أن الرواية تتجه إلى تراجيديا كئيبة، إلا أن نهايتها المفتوحة تركت شيئا من الأمل في نفسي.
بالمناسبة، قرأت قصة واحدة من إحدى مجموعاته القصصية، هذا رجل يقدس وجود جد في الأسرة، وربما يكون هذا انعكاسا للثقافة السودانية التي استنبط منها الكثير من استعاراته وتشبيهاته.
