Saturday 25 January 2014

مراجعة : العرب وجهة نظر يابانية - Nobuaki Notohara

العرب وجهة نظر يابانيةالعرب وجهة نظر يابانية by Nobuaki Notohara
My rating: 4 of 5 stars

دعاني الفضول لاكتشاف عقل المؤلف من خلال قراءة كتابه هذا، فمن المؤكد أنه أتقن شيئا من فنون التواصل الثقافي.

يمكن تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
١) انطباعات ياباني حول تجربته في المجتمعات العربية ، أول أربعة فصول.
٢) أدباء عرب أثروا في الكاتب الياباني ، ثلاثة فصول حول إبراهيم الكوني، وعبد اللطيف اللعبي، ويوسف إدريس.
٣) الملحق: مقابلات صحفية نشرت في جرائد ومجلات عربية، قربت من مخيلتي شخصية الكاتب.

الكتاب بسيط وعميق في الوقت ذاته، ولقد قمت بتقديم هذا التقسيم له لأنني رأيت اختلافا في المحتوى مع عنوان الكتاب، فقد نقل لنا تجربته حول رحلاته إلى العالم العربي ثم خصص فصولا حول أدباء بعينهم، أنا لا أعترض على ذلك ولكن وزن المحتوى تغير تغيرا نوعيا، ربما بحكم تخصصه الأدبي والذي أثرى تلك الفصول، فإذا كنت ممن يحبون الاطلاع على كتب أدب الرحلة فأنا أنصحك به، وإن كنت تحب كتب النقد فأنا أنصحك به، وإن كنت تحب أدب الرواية فأنا أنصحك به، وإن كنت تحب التعرف على كاتب من ثقافة أخرى- وتحديدا ياباني- فهذا هو الكتاب الأنسب لك!

شخصيا شدتني انطباعاته ونقده للمجتمع العربي في الفصول الأولى أكثر، فالرجل صاحب رسالة وهو يحترق كما يحترق أي عربي حر وغيور حول الأخطاء التي ترتكب من العرب في حق العرب.

Sunday 19 January 2014

مراجعة : قابيل.. أين أخوك هابيل؟؟ - إبراهيم الكوني

قابيل.. أين أخوك هابيل؟قابيل.. أين أخوك هابيل؟ by إبراهيم الكوني
My rating: 4 of 5 stars

هذا الكتاب الأول الذي أقرأه للكاتب إبراهيم الكوني.

الحق أنني كنت أؤمن بمن يقول أن "الفقر" هو عدو الإنسان الأول.. ولكنني اليوم أرى أن "الجشع" هو العدو، الإنسان لا يشبع! والفقر عادة مايكون نتيجة الجشع!! في هذه الرواية، تطرق الكاتب لعقدة أزلية، وهو حب السلطان والجاه، أحداث القصة تدور حول صراع بين الأشقة حول عرش والدهم الباشا -الذي لا يزال على قيد الحياة- وعلى الرغم من أنني خلال قراءتها لم أكف عن ترديد "التاريخ يعيد نفسه" إلا أنني تابعت أحداث الرواية إلى النهاية، والسؤال الأزلي الذي رافقني خلال تقليبي لصفحات الرواية كان: "لماذا لا يتعلم الناس من التاريخ، بل لماذا لا يتعلم العرب من التاريخ؟" إنني أجدها حماقة أن نكرر الأخطاء ذاتها دائما وأبدا!

الحبكة في هذه الرواية متوقعة -تقريبا- لأنها أقرب إلى الواقع من الخيال، وما جعلني أتابع قراءة الرواية بنهم هو أمرين، الأول أسلوب الكاتب المتمكن ، فالحوار بين شخصيات الرواية كانت على مستوى فلسفي راق، ولكنني كرهت فيه أمرا واحدا وهواستخدامه ل"ها-ها-ها" عند ضحك الشخصيات، أما أسماء الشخصيات فكانت تعكس معان محفورة في أذهان أهل الكتاب، واستطاع الكاتب تسخير رمزيتها لخدمة روايته بشكل رائع. لن أسرد أى حوار أو أشرح أي من هذه المعاني كي لا أحرق متعة قراءة الرواية، إلا أنني سأسرد بعض الأسماء:
علي
يوسف
أحمد
حسن
زنوبيا
علي -آخر

الرمزية عالية جدا --أحببتها!

السبب الآخر:
غزارة المعلومات الغنية حول الثقافة الليبية الطرابلسية، التي استوقفتني وجعلتني أفكر أنني لأول مرة أقرأ رواية يتطرق فيها الكاتب إلى مناطق وأسماء ليبية، شخصيا عند سماع كلمة ليبيا يطرأ في ذهني "عمر المختار" و "القذافي" ولكني أفتقر إلى معرفة حقيقية حول "ليبيا"، جعلتني هذه الرواية أذهب إلى أهلي في المجلس.. لأنظر في أعينهم واحدا واحدا وأقول "أريد أن أتنفس الهواء الطرابلسي.. الليبي! أريد أن أتأمل البحر الطرابلسي والصحراء الليبية!"



Tuesday 7 January 2014

اقرأ وربك الأكرم -سلسلة سنن التغيير للأستاذ جودت سعيد

اقرأ وربك الأكرماقرأ وربك الأكرم by جودت سعيد
My rating: 5 of 5 stars

لا أصدق أنني لم أكتب مراجعتي لهذا الكتاب !

رأيته مرارا على الطاولة، كلما أردت إعادته أتذكر أن فيه الكثير مما يستحق أن أعيد النظر فيه و أتأمله.

أخذت وقتا لأفهم وأستوعب أفكار الكاتب، ويبدو أن السبب في ذلك الاختلاف الشاسع بين النظرة إلى قيمة العلم فترة تمحور أفكار المؤلف مقارنة بهذا الزمن، فكما بدى لي أن هناك فئة كانت تستخدم علماء الدين للترويج أن العلم ماهو إلا طب وهندسة أو دراسات شرعية وأن العلوم الإنسانية من مثل علوم الاجتماع، وعلم النفس، والسياسة، والفكر لم تكن سوى مضيعة للوقت، وبالتالي اتجهت جموع الشباب إلى الهندسة والطب. فإذا صح مافهمته فإنني أرى من أي زاوية نظر فيها المفكر.

أعجبني في الكتاب اتساع فكر وقراءات المؤلف، وتأكيده على أهمية وجود منهجية واضحة في طرح الحلول العلمية . يستحيل أن يتوصل المفكر إلى مثل هذا العمق في يوم وليلة، هذا الكتاب -والسلسلة بشكل عام- هي خلاصة تجاربه وعلمه وأفكاره. أكرر لا تتوقع أن قراءة كتاب مثل هذا على عجل يعطيه حقه، أنصح بتأمل أفكاره.

إن عنوان الكتاب كفيل أن يذكر ويؤكد على أن القراءة "أول ما نزل في آخر رسالة من السماء، ... قبل أي كلمة أخرى في العقيدة والإيمان أو العبادة." كما ذكر الكاتب. ويهدف من هذا الكتاب إلى -١- التركيز على ماهية العلم وأن نشر العلم من أقدس الواجبات الإنسانية، -٢- نشر فكرة أن السلام وليد للعلم، فالكاتب كإنسان لديه يقين غير طبيعي من أن الحوار الذي دار بين الله والملائكة يوم قرر الله عز وجل خلق سيدنا آدم ما هو إلا إشارة من أن علم الإنسان لا محاله سيقود إلى حقن الدماء ومنع السفك الذي يحدث الآن.. لم أتأمل هذه الآية بهذا الشكل أبدا.. هي المرة الأولى التي جعلني أحدهم أنظر إليها من هذه الزاوية.

يقع الكتاب في ثلاث فصول بالإضافة إلى المقدمة والمدخل، أكد المفكر في مدخل الكتاب بأن الأكرمين هم دائما القراء بالإشارة إلى أدلة تاريخية، أما الفصل الأول فناقش فيها أمراتب الوجود الأربعة التي ذكرها من قبله ابن تيمية والغزالي، إلا أنه أضاف إليها الوجود السنني والذي قصد فيها أن هناك سنن للمجتمع والأنفس وهي سنن ثابتة --خذ على سبيل المثال مسألة العدل، فإذا ذهب العدل ذهب الاستقرار فهي من السنن. وهذا ما يعتبر علما أيضا.
أما الفصل الثاني فقد خصه للتعريف بالعلم ولماذا يسمى العلم علما، دليل العلم، ومعنى الموقف العلمي، كما ناقش أمرين مهمين، وهما علاقة العلم والهوى والعلم والتوحيد.

الفصل الثالث (الأجنة القرآنية) انتقى فيه المؤلف أربع آيات تتمحور حولها مبادئ الإنتاج المعرفي والعلمي، شرح كل منها على حدة وهي:
١. سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق.
٢.سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم.
٣. وسخر لكم ما في السموات ومافي الأر.
٤.إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين..

هذا الكتاب كان أول كتاب قرأته لجودت سعيد، والسبب كان أنني اتخذت آية "إقرأ وربك الأكرم" شعارا لي منذ عام ٢٠١٠

الحمدلله

Wednesday 1 January 2014

مراجعة : حياتي السعيدة للكاتبة السويدية Rose Lagercrantz

حياتي السعيدةحياتي السعيدة by Rose Lagercrantz
My rating: 5 of 5 stars

على الرغم من أن الكاتبة تناقش في هذه القصة قضية كبيرة وهي قضية الموت والفراق، مع فئة القراء الأطفال، إلا أنها عرضت فكرتها ببساطة ونجحت في ذلك، الشخصية الرئيسة في القصة هي دونا(دنيا) فتاة تعيش مع والدها، الذي صورته الكاتبة على أنه شخص مسؤول مهتم ومحب لابنته وعلاقته ممتازة معها، كما لم يرد ذكر أمها إلا بعد فترة مما يجعل الطفل يتساءل عن الأم وهو ينظر إلى رسمات القصة التي تجمع دونا بوالدها فقط.

ذُكِرت الأم في القصة بعد أهم حدث، وهو فراق دونا لصديقتها التي انتقلت عنها إلى مدينة أخرى، فشرحت الكاتبة من خلال هذه الحبكة الفرق بين الرحيل (الانتقال) والرحيل (الموت)، جاءت هذه المسألة في وسط الكتاب، حيث تمكنت الكاتبة من جذب انتباه القارئ ليصل إلى هذه النقطة، ومن ثم سردت كيف تجاوزت دونا هذه المنحة، الأجمل كان عندما "كتبت" يومياتها وصدقت مع نفسها أنها لا تزال تفتقد أمها وصديقتها، ومن ثم بدأت في مقارنة رحيل الأم برحيل صديقتها ومن ثم رحيل والدها -وهو السفر إلى إيطاليا بصحبتها لأن هذا يعد من الترحال كذلك، قفزت بعدها الكاتب من هذه اليوميات إلى استرجاع لحظات كلها سعادة مع عائلة والدها في إيطاليا، فلم تترك الطفل القارئ ومشاعره لليأس أبدا!

وفي نهاية القصة، رمز وصول رسالة من صديقتها ، وما كتبته هي كرد تضمن أنهما سوف يكبران ويعملان وتحققان أحلامهما معا ، رمز كل ذلك إلى الأمل. نهاية القصة كانت سعيدة وهي حماسها و اشتياقها لزيارة صديقتها (غدا) أنصح بهذه القصة للجميع فهي واقعية تبعث للأمل والسعادة واستمرارية الحياة.

لماذا خصصت مدونة عن مراجعات الكتب التي أنشرها في جودريدز

لثلاثة أسباب رئيسة: 
١. مرجع شخصي لي، لكي تسهل عملية الوصول إلى هذه المراجعات في مدونة واحدة.
٢. لمستخدمي الإنترنت الغير المسجلين في  مواقع القراءة الاجتماعية مثل موقع جودريدز أو موقع أبجد.
٣. لإثراء المحتوى العربي.

والأهم من كل شيء، إن كتابة المفيد ونشره هو في النهاية صدقة جارية ، فلماذا نبخل على أنفسنا ؟ أعتقد لو أن كل مدون ذكر نفسه بهذا لما انقطع عن التدوين مهما كان السبب.

أتمنى لكم النفع والفائدة، دعواتكم ^.^